[ad_1]

قبل نحو 82 عاما، باشرت القوات الألمانية يوم 22 حزيران/يونيو 1941، تدخلها بالأراضي السوفيتية فاتحة بذلك جبهة أخرى بالشرق. وخلال ما أطلق عليه “حملة مقدسة ضد البلشفية”، حشد أدولف هتلر الملايين من القوات الألمانية أملا في الاستيلاء على موسكو والموارد الطبيعية السوفيتية بشكل خاطف. وأثناء الهجوم على الاتحاد السوفيتي، اتجهت العديد من الدول، الحليفة والمؤيدة لهتلر، لإرسال فرق عسكرية لدعم الألمان. وإضافة لإيطاليا، أرسلت فنلندا ورومانيا والمجر وسلوفاكيا عددا من الكتائب العسكرية للمشاركة بالحرب على موسكو. وفي المقابل، فضّلت بلغاريا، التي تحالفت في وقت سابق مع الألمان، النأي بنفسها عن هذه الحرب لأسباب تاريخية ربطتها بالإمبراطورية الروسية.

تحالف مع الألمان

مع بداية الغزو الألماني للأراضي البولندية يوم 1 أيلول/سبتمبر 1939، فضّلت بلغاريا متابعة ما يحصل بأوروبا عن كثب دون التدخل لصالح أي طرف. وفي حدود منتصف أيلول/سبتمبر 1939، أعلنت حكومة رئيس الوزراء جورجي كيوسايفانونف (Georgi Kyoseivanov) حيادها بهذا النزاع الأوروبي الذي سرعان ما توسع عقب إعلان بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا.

وعلى الرغم من اتخاذها موقف الحياد بادئ الأمر، حاولت بلغاريا إلغاء ما جاء بمعاهدة نويي سور سين (Neuilly-sur-Seine)، الموقعة عام 1919، التي جردتها من قسم هام من أراضيها عقب نهاية الحرب العالمية الأولى. وقد تضمنت المناطق التي فقدتها بلغاريا حينها أجزاء من مقدونيا ودوبروجة وتراقيا الغربية.

صورة لدبابة بانزر 4 ألمانية تسلمها البلغاريون من الألمان

صورة لدبابة بانزر 4 ألمانية تسلمها البلغاريون من الألمان

وخلال العام 1940، حاولت كل من ألمانيا والاتحاد السوفيتي وبريطانيا وفرنسا التقرب من بلغاريا أملا في إبرام تحالف معها تزامنا مع تقديمهم وعودا بإعادة أراضيها التي خسرتها سابقا.

وبتلك الفترة، امتلك الاتحاد السوفيتي شعبية كبيرة لدى البلغاريين لدوافع تاريخية، حيث لعب الروس خلال العقود الفارطة دورا هاما في حصول بلغاريا على استقلالها من العثمانيين عقب الحرب الروسية العثمانية ما بين عامي 1877 و1878. إلى ذلك، فضلت بلغاريا التحالف مع الألمان بسبب الروابط الاقتصادية مع برلين وحاجة الجيش البلغاري الماسة للدعم الألماني. وبتصريحاته، أكد ملك بلغاريا بوريس الثالث (Boris III) أن صوت العقل ومصلحة الدولة دفعتا بلاده للتحالف مع هتلر.

رفض قرار الحرب على موسكو

بادئ الأمر، اتجهت بلغاريا لعدم إرسال قواتها لمساندة الألمان. ومع فشل الغزو الإيطالي لليونان وتزايد اهتمام الألمان بالبلقان، ضغط هتلر على بوريس الثالث لقبول دخول بلاده بشكل فاعل بالحرب العالمية الثانية. ومطلع آذار/مارس 1941، التحقت بلغاريا بحلف برلين روما طوكيو لتدخل بذلك قوات الجيش الثاني عشر الألماني الأراضي البلغارية. وخلال الشهر التالي، دخلت قوات بلغاريا أراضي اليونان ويوغوسلافيا لخدمة أجندة هتلر بالمنطقة. ومع إعلان ألمانيا الحرب على الاتحاد السوفيتي، رفض الملك بوريس الثالث التحاق قوات بلاده بالجبهة الشرقية مثيرا بذلك غضب هتلر. ولتبرير موقفه، أكد بوريس الثالث على تعاطف البلغاريين بشكل كبير مع السوفييت لدوافع تاريخية.

صورة لجنود بلغاريين عقب تدخلهم بيوغوسلافيا

صورة لجنود بلغاريين عقب تدخلهم بيوغوسلافيا

يوم 28 آب/أغسطس 1943، اهتزت بلغاريا على وقع وفاة الملك بوريس الثالث بشكل مفاجئ، وهو على مشارف الخمسين من العمر، عقب زيارة قام بها لألمانيا بالأيام الفارطة. وبسبب ذلك، شكك كثيرون في قيام الألمان بتسميم بوريس الثالث لرفضه الانضمام لهم عن طريق إعلان الحرب على الاتحاد السوفيتي.

وعلى الرغم من موقفها الرافض للحرب ضد موسكو، لم تنجُ بلغاريا من تقدم الجيش الأحمر. فخلال خريف العام 1944، اقتربت القوات السوفيتية من الحدود البلغارية. وبسبب التحالف البلغاري الألماني وتمركز قوات ألمانية بها، أعلن السوفييت الحرب على بلغاريا يوم 5 أيلول/سبتمبر 1944.

[ad_2]

Source link