خلال العام 1909 عزل السلطان عبد الحميد الثاني من منصبه، عقب أزمة 31 آذار/مارس. وعلى إثر ذلك، استلم شقيقه محمد الخامس زمام الأمور ليصبح السلطان الخامس والثلاثين بتاريخ العثمانيين، وفي المقابل، تحول وجود السلطان لأمر صوري، حيث جرّد الأخير من معظم صلاحياته بالتزامن مع عودة الدستور وتزايد نفوذ جمعية الاتحاد والترقي.
وأواخر الحرب العالمية الأولى، توفي محمد الخامس يوم 3 تموز/يوليو 1918. ومع وفاته، حصل شقيقه محمد السادس على لقب السلطان، ليصبح بذلك آخر السلاطين العثمانيين قبل عزله وحلّ السلطنة العثمانية.

عبد الحميد الثاني عام 1908
حل البرلمان وحرب الاستقلال
عقب دخولها الحرب العالمية الأولى لجانب الألمان، تعرضت الجيوش العثمانية لخسائر فادحة واضطرت لقبول هدنة مودروس يوم 30 تشرين الأول/أكتوبر 1918. وبموجب ذلك، تدخلت القوات الفرنسية والبريطانية والإيطالية بالقسطنطينية التي أصبحت قابعة تحت سيطرة الحلفاء.
وعقب فرض القوانين العسكرية بالمنطقة، باشرت القوات البريطانية منتصف شهر آذار/مارس 1920 بالسيطرة على المباني الحكومية بالقسطنطينية قبل أن تقود حملة اعتقالات واسعة طالت العديد من القوميين الأتراك. وبحلول يوم 11 نيسان/أبريل 1920، أمر السلطان محمد السادس بحل البرلمان وإنهاء مهامه لتؤول بذلك السلطة المطلقة له ولحكومة القسطنطينية التي ساندها عدد هام من البيروقراطيين.

صورة لمصطفى كمال أتاتورك خلال فترة الجمهورية التركية
بعد نحو 4 أشهر، قبل العثمانيون يوم 10 آب/أغسطس 1920 ببنود معاهدة سيفر، التي قسّمت الدولة العثمانية لمناطق نفوذ بين المنتصرين ووعدت بإنشاء دولة للأكراد.
وفي غضون هذه الأحداث، أنشأت الحركة الوطنية التركية، بقيادة مصطفى كمال أتاتورك مجلس الأمة التركي الكبير بأنقرة يوم 23 نيسان/أبريل 1920. وبالفترة التالية، اتجه مجلس الأمة التركي لقيادة حرب الاستقلال ضد السلطان محمد السادس الذي شكّل ما عرف بجيش الخلافة، بدعم من رجال الدين، للحفاظ على سلطته.
من جهة ثانية، تلقت قوات السلطان العثماني دعما من البريطانيين، الذين رفضوا في البداية التعامل مع القوميين الأتراك.
هروب محمد السادس
مع نجاحه في التغلب على اليونانيين، ضمن الحرب التركية اليونانية، وإلحاق الهزيمة بقوات السلطان، استدعي مصطفى كمال أتاتورك لحضور مؤتمر لوزان. وبالتزامن مع ذلك، رفض أتاتورك تواجد ممثلين عن محمد السادس، وحكومة القسطنطينية، بالمؤتمر، معتبرا حكومة أنقرة الممثل الوحيد والشرعي للشعب التركي. ويوم 1 تشرين الثاني/نوفمبر 1922، أعلن مجلس الأمة التركي حكومة القسطنطينية، الموالية لمحمد السادس، فاقدة للشرعية معلنا بذلك إلغاء الدولة العثمانية.
الممثل الوحيد للشعب التركي
أيضا، رفض أعضاء مجلس الأمة التركي اعتماد القسطنطينية عاصمة، واعتبروها مدينة محتلة بسبب تواجد قوات أجنبية بها. وأثناء مؤتمر لوزان، اعترف الحلفاء يوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر 1922 بمجلس الأمة التركي ممثلا وحيدا وشرعيا للشعب التركي.

أتاتورك بالزي العثماني أثناء فترة الدولة العثمانية
مع سماعه خبر إلغاء الدولة العثمانية، طلب محمد السادس اللجوء على متن البارجة الحربية البريطانية مالايا (HMS Malaya). ويوم 17 تشرين الثاني/نوفمبر 1922، غادر الأخير القسطنطينية نهائيا.
ضمن مؤتمر لوزان، قدّم الأتراك قائمة تضمنت 600 اسم لأشخاص وصفوا بأتباع الدولة العثمانية. وأثناء المفاوضات، وصف المفاوضون الأتراك هؤلاء الأشخاص بغير المرغوب فيهم وطالبوا بطردهم نهائيا من تركيا. وانطلاقا من ذلك، حاول أتاتورك التخلص نهائيا من النخبة الحاكمة بالدولة العثمانية. وعقب جملة من المشاورات، قلّص الحلفاء عدد هذه الشخصيات غير المرغوب فيها لحوالي 150 شخصية فقط.